التفكير الناقد

يستطيع الفرد أن يفكر تفكيراً ناقداً إذا كان قادراً على فحص الخبرة وتقويم المعرفة والأفكار والحجج من أجل الوصول إلى أحكام متوازنة، وإن قبول فكرة من الجميع لا تعني الاعتقاد بحقيقتها الأزلية دون التأكد من مدى انسجامها مع الحقيقة كما نجربها. والتفكير الناقد ضرورة يقتضيها العصر يتعلم الطالب من خلاله التفكير المنطقي والحجة والإقناع وتدريب العقل على أنماط تفكير متعددة.
مفهوم التفكير الناقد
• الحكم الهادف المنظم، الذي يؤدي إلى حل المشكلات واتخاذ القرارات.
• نشاط عقلي، وتفكير في الأسباب والمسببات وإعطاء تفسير وحكم موضوعي دقيق بعيد عن التحيز والمحاباة.
• قدرة الفرد على التمييز بين الفرضيات والتعميمات وبين الحقائق والآراء.
• القدرة على فحص وتقييم المعلومات الصحيحة والمعلومات غير الصحيحة.
• مجموعة من المهارات التي يمكن تعلمها والتدرب عليها وإجادتها لأن الأطفال لا يولدون مفكرين ناقدين.
تعريف التفكير الناقد
في اللغة : ورد الفعل " نقد" في لسان العرب بمعنى ميز الدراهم و أخرج الزيف منها . كما ورد تعبير " نقد الشعر" في المعجم الوسيط بمعنى أظهر ما فيه من عيب أو حسن.
عرفه سميث : بأنه مفهوم عام يعود إلى مهارات مختلفة مطلوبة للحكم على صحة المعلومات الواردة فيها و دقتها .
وعرفه جون ديوي في كتابه (كيف نفكر ): " التمهل في إعطاء الأحكام وتعليقها لحين التحقق من الأمر"
التفكير الناقد : هو التوقف المؤقت عند الأحكام المسبقة.
هو الشك الصحيح .
هو تمحيص الآراء في ضوء المعرفة السابقة لدى الفرد وتكوين استنتاجات جديدة.
بالرغم من تعدد التعريفات للتفكير الناقد ، إلا أنها تلتقي في قواسم مشتركة منها :
الابتعاد عن القفز إلى النتائج .
تقييم الأدلة المتوفرة ومصادر المعلومات .
استخدام العقل بفاعلية عالية .
مهارات التفكير الناقد
1- التمييز بين الحقائق والادعاءات
2- تحديد التشابه والاختلاف بين فكرتين
3- تحديد مصداقية مصادر المعلومات
4- التمييز بين الاستدلال والتبرير
5- تحديد الاستنتاجات الخاطئة
6- تحري التحيز أو التحامل
معايير التفكير الناقد
1) الوضوح : إن لم تكن العبارة واضحة فلن يستطيع الطلبة فهمها و لن يستطيعوا معرفة مقاصد المعلم ، ولن يستطيعوا الحكم عليها.
و لكي يدرب المعلم طلبته على الوضوح يسألهم كالآتي:
هل تستطيع أن تفصل هذه الجملة بصورة أوسع؟ .
هل يمكن أن تعبر عن الفكرة بطريقة أخرى ؟.
هل يمكن أن تعطيني مثالاً على ما تقول ؟
ما تقصد بقولك كذا ؟.
2) الصحة : يقصد بها أن تكون العبارة صحيحة موثقة، كأن نقول: أن معظم النساء في الأردن يعمرن أكثر من 65سنة ، دون أن يستند هذا القول إلى إحصائيات رسمية أو معلومات موثقة . ويمكن للمعلم أن يسأل كالآتي:
هل ذلك صحيح بالفعل ؟ .
من أين جئت بهذه المعلومة ؟ .
كيف يمكن التأكد من صحة ذلك ؟ .
3) الدقة : التعبير بدون زيادة أو نقصان . ويمكن أن يسأل
في حالة الإطناب: هل يمكن أن تكون أكثر تحديداً ؟.
في حالة الإيجاز الشديد: هل يمكن أن تعطي تفصيلات أكثر ؟.
4) الربط : نعنى به العلاقة بين الكلام وموضوع النقاش أو المشكلة المطروحة ، ومن الأسئلة المساعدة على ذلك:
هل تعطي هذه الأفكار أو الأسئلة تفصيلات أو إيضاحات للمشكلة ؟.
هل تتضمن هذه الأفكار أو الأسئلة أدلة مؤيدة أو داحضة للموقف ؟.
5) الاتساع والعمق: يقصد به أخذ جميع جوانب المشكلة أو الموضوع بالاعتبار والغوص في التفصيلات والإحاطة بالموضوع ومن الأسئلة التي يمكن إثارتها:
هل هناك حاجة لأخذ وجهة نظر أخرى بالاعتبار ؟.
هل هناك جهة أو جهات لا ينطبق عليها هذا الوضع ؟.
هل هناك طريقة أخرى لمعالجة المشكلة أو السؤال ؟.
6) المنطق : تنظيم الأفكار و تسلسلها و ترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح .
هل ذلك معقول ؟.
هل يوجد تناقض بين الأفكار أو العبارات ؟.
هل المبررات أو المقدمات تؤدي إلى هذه النتيجة بالضرورة ؟.
خصائص المفكر الناقد
1. منفتح على الأفكار الجديدة.
2. يفرق بين الرأي و الحقيقة.
3. يعرف الفرق بين نتيجة "ربما تكون صحيحة" و نتيجة "لا بد أن تكون صحيحة".
4. يعرف متى يحتاج إلى معلومات جديدة حول شيء ما.
5. يعتمد الطريقة المنظمة في التعامل مع المشكلات.
6. يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية.
7. يستخدم مصادر علمية موثوقة و يشير إليها.
8. يعرف بأن لدى الناس أفكارا مختلفة حول معاني المفردات.
9. يتساءل عن أي شيء غير مقبول.
10. يتخذ موقفاً ويغيره عند توفر الأدلة.
11. يتأنى في إصدار الأحكام.
12. يحب الاستطلاع ويتصف بالمرونة.
13. يبحث في الأسباب والأدلة والبدائل.
14. يعرف المشكلة بوضوح.
15. يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي.
16. يتصف بالموضوعية والبعد عن العوامل الذاتية.
المعلم كنموذج للتفكير الناقد
1- منفتح الذهن يشجع الطلبة على تبني أفكارهم الخاصة وأن لا يرددوا ما يقوله فقط.
2- الاعتراف بالخطأ عند الضرورة.
3- أن يكون حساسا لمشاعر الآخرين ومستوى معرفتهم ودرجة ثقافتهم .
4- السماح للطلبة بالمشاركة في وضع القوانين واتخاذ القرارات المتعلقة بجوانب التعلم.
دور المعلم في تنمية التفكير الناقد
• التركيز على المشكلات التي تعاني منها بيئة المتعلم ومجتمعه وذلك لربط المدرسة بالحياة.
• يختار مفاهيم لا يوجد اتفاق بشأنها ( مناسبة للتدريب على التفكير الناقد )
• التركيز على المعتقدات الخطأ.
• يعطي الطلبة وقتا للتفكير وفرصة لشرح أفكارهم ويحترمها ولا يستأثر هو بالكلام
• خلق جو من الشك ،بحيث لا يقبل الطالب أية معلومات بغير فهم ونقد.
• يستخدم الرسومات البيانية والخرائط والجداول البيانية.
• الابتعاد عن التلقين.
• يعرض أمثلة لوجهات نظر متنوعة.
• الإكثار من توجيه الأنواع الآتية من الأسئلة( ما رأيك، حلل، علل، ما أوجه الشبه أو الاختلاف، أوجد العلاقة، ما حجتك ، كيف استنتجت ذلك ، ما هي مبرراتك، ....).
عوامل نجاح التفكير الناقد داخل الصف
1- الاستماع باهتمام إلى الطلبة
2- تشجيع الحوار والمناقشة والتعبير
3- تقبل أفكار الطلبة وتثمينها والبناء عليها
4- تشجيع التعلم النشط
5- إعطاء الوقت الكافي للتفكير
6- تنمية ثقة الطلاب بأنفسهم
7- تقديم تغذية راجعة ايجابية للطلبة عن أعمالهم.
طورت مقاييس متعددة لقياس التفكير الناقد ،أهمها الاختبارات الآتية
اختبار"واطسن - كلاسر"
اختبار "كورنال"
اختبار "روس" للعمليات المعرفية العليا
اختبار "نيو جرسي" للمهارات المنطقية
اختبار "اينس - وير"

وجميع هذه الاختبارات حاولت قياس مهارات: الاستدلال المنطقي ، التحليل والتركيب والتقويم ، الاستنتاج ،معرفة الافتراضات ، الاستقراء ، التفسير ، تقويم الحجج .
كما اختلفت طرق القياس فيهذه الاختبارات ، فالبعض يقيسها عن طريق أسئلة تتضمن الاختيار من متعدد أوالتمييز بين العبارات الصائبة والخطأ ،والتمييز بين الرأي والحقيقة. أو عن طريق التقويم الواقعي باستخدام استراتيجياته مثل التقويم المعتمد على الأداء والملاحظة والتواصل وأدواته المختلفة مثل سلالم التقدير وقوائم الشطب.