مهارات التفكير وتعليمها * جميل قاسم ـ المدارس العمرية

التفكير: سلسلة من التفاعلات العقلية ينجزها الدماغ البشري ، عندما يتعرض لمحفز يستقبله عن طريق إحدى الحواس بحثا عن حل ، أو معنى لموقف ما ، وهو سلوك تمتزج فيه عوامل ذاتية ومعارف خاصة بالموضوع ، وعمليات معرفية وفوق معرفية.

" وتعليم التفكير للطلبة يعني ، تزويدهم بالمناخ الملائم لممارسة عملية التفكير"، ويتم تعليم مهارات التفكير للطلبة من خلال تنفيذ أوتجسيد مهارات التفكير الواضحة ، كالتحليل والمقارنة والملاحظة والتصنيف وحل المشكلات والتوصل إلى الحقيقة والتطبيق ، وذلك من خلال محتوى المواد الدراسية ، أو بمعزل عنها مع التركيز على المهارة ذاتها.

لماذا تعليم مهارات التفكير؟.

تحسين مهارات التفكير عند الطلبة يهدف إلى إبراز ما يلي:.

- التفكير يقود إلى الإيمان الراسخ واكتشاف سنن الكون.. لقد دعا القرآن الكريم إلى التأمل والتدبر وإعمال العقل وجعل ذلك واجبا يتحمل الإنسان مسؤوليته.

- التفكير المتعمق لا يأتي تلقائيا ، فالتعليم المنظم يلعب دورا فاعلا في تنمية مهارات التفكير.. وتطوير تلك المهارات يتم من خلال المران المستمر والمعمق.

- اعتماد النجاح الدراسي والحياتي على التفكير ، فالتعليم أثناء الحياة الدراسية وما بعدها من متطلبات العمل ، والتعامل مع الآخرين يرتبط ارتباطا حيويا بالتفكير المميز ، فتعليم المحتوى الدراسي مع مهارات التفكير يرفع الكفاءة التفكيرية للطالب ، وينمي لديه الثقة بالنفس في مواجهة التحديات الحياتية.

- زيادة حماس الطالب وتفاعله مع عملية التعلم ، إذا ارتبط التعليم بمهارات التفكير ، لأن ذلك يدفع الطالب للاندفاع نحواكتشاف أشياء جديدة.. ويضعه في جو حيوي تفاعلي مع المشكلة المطروحة.. بعيدا عن المناخ التقليدي الممل للتعليم القائم على دوره متلق للمعلومة.

- تعليم مهارات التفكير للطالب ، يمكنه من التزود بما يحتاجه من أدوات تساعده في التعامل بفاعلية مع أي نوع من المتغيرات في العالم المتجدد.. وبما يحقق نجاح الفرد وتطور المجتمع.

ومن برامج تعليم التفكير: 1. برنامج كورت CORT من أفضل البرامج والذي يتم فيه تدريس مهارات التفكير بصورة مباشرة للطلبة.. وقد طبق هذا البرنامج في كثير من الدول ، وفي بعض مدارسنا للطلبة المتميزين أو الموهوبين وحقق نتائج جيدة.

أبرز خصائص برنامج كورت CORT يطبق بصورة منفصلة عن المحتوى الدراسي أو في إطاره عن طريق انتقاء مشكلة من المحتوى.

- يمكن تطبيقه من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية.

- يحتوي البرنامج أمثلة من واقع الحياة العملية مما يساعد على جذب انتباه الطلبة.

- يسهل تنفيذه باللغة العربية.

- قصر دروس البرنامج زمنيا فالدرس لا يحتاج لأكثر من 45 دقيقة.

- توافر أدوات التقييم في البرنامج لملاحظة مستوى التغير في تفكير الطلبة بعد التطبيق.

- إمكانية تطبيقه على الطلبة دون الحاجة إلى تصنيفهم حسب مستوياتهم العقلية.

2. إستراتيجية "باير" لتعليم مهارات التفكير ضمن سياق تعليم المواد الدراسية المختلفة: تتضمن إستراتيجية "باير" ست خطوات هي: - تقدم مهارة التفكير ضمن سياق موضوع الدرس وتسجل هدفا لذلك الدرس ، يعرف المعلم المهارة ويوضح المجالات التي يمكن استخدام المهارة فيها.

- يوضح المعلم الخطوات الرئيسية المتبعة في تطبق المهارة والمعلومات الضرورية للطالب عند تطبيقها.

- يساعد المعلم الطلبة في تطبيق المهارة خطوة خطوة ويشير إلى السبب وراء كل خطوة ويستخدم المعلم مثالا من الموضوع الذي يدرسه.

- يناقش المعلم الطلبة بعد الانتهاء من التطبيق ويراجع الخطوات التي تم تنفيذها في المهارة ويوجه المعلم الطلبة إلى حل تمرين تطبيقي آخر للتأكد من إتقانهم المهارة يعمل عليه الطلبة فرادى أومجموعات.

- يلاحظ المعلم خبرات الطلبة الشخصية حول كيفية تنفيذ المهارة ومجالات استخدامها داخل المدرسة وخارجها.

( يمكن العودة لتفصيل أكثر إلى كتاب تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات ، د. فتحي جروان ).