تعليم القيم وثقافة الانجاز
صفحة 1 من اصل 1
تعليم القيم وثقافة الانجاز
تعليم القيم وثقافة الانجاز
عبدالجليل الشوامرة
القيمة لغة هي الثمن أو هي الاستقامة والاعتدال، ويمكن تعريفها بأنها مجموعة المعايير الموزونة التي تهدف إلى تعليم السلوك المرغوب وتحكم على طريقة عيش الانسان وتصرفاته في جميع مناحي الحياة. وفي الفلسفة تدور القيم حصرا حول السعادة والخير والجمال.
يرتبط مفهوم القيم عند بعض الناس بالماضي، إذ يعتقدون أن القيم موروثة من الأجداد بالتعلم، وينسون أن القيم متجددة ومتوسعة مع تقدم الحضارة والتطور التكنولوجي، وتظهر في كل عصر قيم جديدة لم تكن موجودة في الماضي، بالأمس كنا نسافر لتهنئة صديق بالعيد واليوم نرسل له رسالة الكترونية أو نتحدث معه بالهاتف.
القيم كثيرة لا يمكن حصرها وتختلف باختلاف الثقافات والأديان والحضارات، ومن أمثلتها الأمانة والصدق والإيثار والإنتاج المبدع والعدل وتقبل النقد وحرية الفكر وشراكة المرأة للرجل، وعلى المربين في مجتمعنا أن يركزوا على تعليم طلبتنا وإنساننا القيم التي تساهم في خلق مواطن معاصر مفكر قادر على الانفتاح الايجابي والتأثير الماهر في عالمه ومجتمعه، بعيدا عن التعصب الذميم أو التقوقع المكروه، وفي كل الأحوال ليس مجاراة للتغيرات الاجتماعية الغربية، وتأثيرات العولمة السلبية التي ابتعدت عن القيم الانسانية والأخلاقية والروحية، وانغمست بشكل مفرط في القيم المادية والمصلحية.
غرس القيم في النفس والعقل عملية دائمة يبدا الطفل بتعلمها من الأسرة، حيث تتمحور معظم قيم الأسرة على القيم الاجتماعية، ويفترض أن توجه نحو الأسرة برامج إرشادية وإعلامية مدروسة تعينها على إتمام رسالتها، ثم يأتي دور المدرسة في تشكيل قيم الطلبة وبلورتها، والأصل أن تركز المدرسة على قيم نوعية نحتاجها في زماننا هذا مثل: الإنجاز وإدارة الوقت والطموح والاكتشاف، ويفترض أن يكون للمعلم نصيب الأسد في هذا المجال، لذا يجب تدريبه على تعليم القيم بأساليب غير تقليدية، وأن يكون هو قدوة للطلبة في قيمه وسلوكياته وتوجهاته. وكذلك فإن لخطباء المساجد دور هام في التوجيه نحو القيم بأنواعها خاصة القيم الدينية.
في تعليم القيم حصانة للفرد والمجتمع، فهي تنشر الطمأنينة وتحفظ الأمن من داخل النفس "وليس خوفا من مخالفة القانون"، وتقي من الشرور والعنف بين الطلبة داخل الجامعات والمدارس، وتحافظ على نظافة اليد والسريرة، وتعمل على تماسك المجتمع وتلاحمه وتعاضده، وتحبب العمل والبحث والاختراع، وتقوي الثقة بالنفس، وتنهض بالأمم إلى المجد والعلياء والرقي واحترام الذات.
الأمة التي تهمل القيم تعاني من الصراع والأزمات ويكون ترتيبها في ذيل قافلة الأمم، ومصيرها التراجع والانحطاط وربما الزوال، أما الأمة التي تضع البرامج لتعليم القيم لأفرادها ومواطنيها فإنها تضمن استمرارها وتقدمها، وتفاخر برقيها ووعيها.
أما الانجاز فإنه يرتكز على تنشئة الفرد وعلى ثقافة المجتمع ومدى تقديره لأهمية العمل مهما كان نوعه، واحترام الوقت وإدارته، لأنه لا انجاز ولا تطور ولا براعة بدون عمل، القاعدون الذين يفضلون الراحة والمهمات البسيطة يتحدثون غالبا عن ماضيهم وعن تضحيات من سبقوهم، أما المقبلون على أعمالهم العظيمة، المنهمكون في التفكير والانجاز والاختراع فلا وقت للحديث لديهم، إنجازاتهم تتحدث عنهم، وهم وحدهم يذكرهم الناس ويمجد التاريخ أفعالهم.
كلما زاد الانجاز في مجتمع وتراكم أدى إلى توسع مفهوم ثقافة الانجاز في ذلك المجتمع وتجذره، خاصة إذا كانت الانجازات ذات نوعية أصيلة وإبداعية ومبتكرة، وهذا يؤدي لأن يصبح الانجاز جزءا من ثقافة ذلك المجتمع، خاصة شريحة الشباب، وكلما قل الانجاز في مجتمع فإنه يوصم كله بالكسل، ويعد اختلاف المجتمعات في كمية ونوعية انجازاتها دليلا على أن الانجاز قيمة يمكن تعليمها وتنميتها في النفوس.
الأسرة لها دور محوري في تهيئة البيئة الحاضنة للإنجاز،والتخطيط له، ودعم ثقافة الانجاز وقيمته، والتأكيد على بذل الجهد والمثابرة وإتقان العمل ، وإشاعة ثقافة البحث والقراءة الفعالة، وتكريس فقه الأولويات من خلال إدراك ترتيب الغايات والأهداف.
المعلمون هم الذين يبدؤون قدح شرارة الإنجاز، وهم الذين يهيئون البيئة النفسية والمادية الداعمة للتعلم، وتحفيز الطاقات الكامنة للطلبة وزيادة وعيهم، وغرس قيم الطموح فيهم، وإرشادهم نحو مجالات الانجاز كل حسب إمكاناته وقدراته بعيدا عن التسويف، ومساعدتهم في معرفة أهدافهم من الانجاز وكيفية الوصول إليها. كلما لاقى المعلمون التشجيع والدعم المادي والمعنوي والتدريب علت هممهم وزادت مشاريعهم التربوية والتطبيقية والبحثية، بما يعود نفعا على طلابهم في أن تكون لهم مشاريعهم المستقلة التي تنمي دافعيتهم نحو النجاح الذي يولد النجاح. وفيما يأتي عوامل تؤدي إلى زيادة الإنجاز وبراعته:
1. خطط للانجاز، وحدد أهدافك، وركز على الهدف الأهم دائما، واكتب قائمة بأولوياتك.
2. استثمر الوقت، وكن حريصا على إدارته، وانتبه لمضيعاته، وحدد الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة.
3. تحدى نفسك وحاول أن تتفوق عليها.
4. غير عاداتك غير المفيدة إلى عادات ذات فائدة.
5. كن رقيباً على نفسك، وابتعد عن التسويف. قال تعالى: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).
6. حافظ على صحتك، وابعد الملل عن نفسك.
عبدالجليل الشوامرة
القيمة لغة هي الثمن أو هي الاستقامة والاعتدال، ويمكن تعريفها بأنها مجموعة المعايير الموزونة التي تهدف إلى تعليم السلوك المرغوب وتحكم على طريقة عيش الانسان وتصرفاته في جميع مناحي الحياة. وفي الفلسفة تدور القيم حصرا حول السعادة والخير والجمال.
يرتبط مفهوم القيم عند بعض الناس بالماضي، إذ يعتقدون أن القيم موروثة من الأجداد بالتعلم، وينسون أن القيم متجددة ومتوسعة مع تقدم الحضارة والتطور التكنولوجي، وتظهر في كل عصر قيم جديدة لم تكن موجودة في الماضي، بالأمس كنا نسافر لتهنئة صديق بالعيد واليوم نرسل له رسالة الكترونية أو نتحدث معه بالهاتف.
القيم كثيرة لا يمكن حصرها وتختلف باختلاف الثقافات والأديان والحضارات، ومن أمثلتها الأمانة والصدق والإيثار والإنتاج المبدع والعدل وتقبل النقد وحرية الفكر وشراكة المرأة للرجل، وعلى المربين في مجتمعنا أن يركزوا على تعليم طلبتنا وإنساننا القيم التي تساهم في خلق مواطن معاصر مفكر قادر على الانفتاح الايجابي والتأثير الماهر في عالمه ومجتمعه، بعيدا عن التعصب الذميم أو التقوقع المكروه، وفي كل الأحوال ليس مجاراة للتغيرات الاجتماعية الغربية، وتأثيرات العولمة السلبية التي ابتعدت عن القيم الانسانية والأخلاقية والروحية، وانغمست بشكل مفرط في القيم المادية والمصلحية.
غرس القيم في النفس والعقل عملية دائمة يبدا الطفل بتعلمها من الأسرة، حيث تتمحور معظم قيم الأسرة على القيم الاجتماعية، ويفترض أن توجه نحو الأسرة برامج إرشادية وإعلامية مدروسة تعينها على إتمام رسالتها، ثم يأتي دور المدرسة في تشكيل قيم الطلبة وبلورتها، والأصل أن تركز المدرسة على قيم نوعية نحتاجها في زماننا هذا مثل: الإنجاز وإدارة الوقت والطموح والاكتشاف، ويفترض أن يكون للمعلم نصيب الأسد في هذا المجال، لذا يجب تدريبه على تعليم القيم بأساليب غير تقليدية، وأن يكون هو قدوة للطلبة في قيمه وسلوكياته وتوجهاته. وكذلك فإن لخطباء المساجد دور هام في التوجيه نحو القيم بأنواعها خاصة القيم الدينية.
في تعليم القيم حصانة للفرد والمجتمع، فهي تنشر الطمأنينة وتحفظ الأمن من داخل النفس "وليس خوفا من مخالفة القانون"، وتقي من الشرور والعنف بين الطلبة داخل الجامعات والمدارس، وتحافظ على نظافة اليد والسريرة، وتعمل على تماسك المجتمع وتلاحمه وتعاضده، وتحبب العمل والبحث والاختراع، وتقوي الثقة بالنفس، وتنهض بالأمم إلى المجد والعلياء والرقي واحترام الذات.
الأمة التي تهمل القيم تعاني من الصراع والأزمات ويكون ترتيبها في ذيل قافلة الأمم، ومصيرها التراجع والانحطاط وربما الزوال، أما الأمة التي تضع البرامج لتعليم القيم لأفرادها ومواطنيها فإنها تضمن استمرارها وتقدمها، وتفاخر برقيها ووعيها.
أما الانجاز فإنه يرتكز على تنشئة الفرد وعلى ثقافة المجتمع ومدى تقديره لأهمية العمل مهما كان نوعه، واحترام الوقت وإدارته، لأنه لا انجاز ولا تطور ولا براعة بدون عمل، القاعدون الذين يفضلون الراحة والمهمات البسيطة يتحدثون غالبا عن ماضيهم وعن تضحيات من سبقوهم، أما المقبلون على أعمالهم العظيمة، المنهمكون في التفكير والانجاز والاختراع فلا وقت للحديث لديهم، إنجازاتهم تتحدث عنهم، وهم وحدهم يذكرهم الناس ويمجد التاريخ أفعالهم.
كلما زاد الانجاز في مجتمع وتراكم أدى إلى توسع مفهوم ثقافة الانجاز في ذلك المجتمع وتجذره، خاصة إذا كانت الانجازات ذات نوعية أصيلة وإبداعية ومبتكرة، وهذا يؤدي لأن يصبح الانجاز جزءا من ثقافة ذلك المجتمع، خاصة شريحة الشباب، وكلما قل الانجاز في مجتمع فإنه يوصم كله بالكسل، ويعد اختلاف المجتمعات في كمية ونوعية انجازاتها دليلا على أن الانجاز قيمة يمكن تعليمها وتنميتها في النفوس.
الأسرة لها دور محوري في تهيئة البيئة الحاضنة للإنجاز،والتخطيط له، ودعم ثقافة الانجاز وقيمته، والتأكيد على بذل الجهد والمثابرة وإتقان العمل ، وإشاعة ثقافة البحث والقراءة الفعالة، وتكريس فقه الأولويات من خلال إدراك ترتيب الغايات والأهداف.
المعلمون هم الذين يبدؤون قدح شرارة الإنجاز، وهم الذين يهيئون البيئة النفسية والمادية الداعمة للتعلم، وتحفيز الطاقات الكامنة للطلبة وزيادة وعيهم، وغرس قيم الطموح فيهم، وإرشادهم نحو مجالات الانجاز كل حسب إمكاناته وقدراته بعيدا عن التسويف، ومساعدتهم في معرفة أهدافهم من الانجاز وكيفية الوصول إليها. كلما لاقى المعلمون التشجيع والدعم المادي والمعنوي والتدريب علت هممهم وزادت مشاريعهم التربوية والتطبيقية والبحثية، بما يعود نفعا على طلابهم في أن تكون لهم مشاريعهم المستقلة التي تنمي دافعيتهم نحو النجاح الذي يولد النجاح. وفيما يأتي عوامل تؤدي إلى زيادة الإنجاز وبراعته:
1. خطط للانجاز، وحدد أهدافك، وركز على الهدف الأهم دائما، واكتب قائمة بأولوياتك.
2. استثمر الوقت، وكن حريصا على إدارته، وانتبه لمضيعاته، وحدد الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة.
3. تحدى نفسك وحاول أن تتفوق عليها.
4. غير عاداتك غير المفيدة إلى عادات ذات فائدة.
5. كن رقيباً على نفسك، وابتعد عن التسويف. قال تعالى: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).
6. حافظ على صحتك، وابعد الملل عن نفسك.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 06 نوفمبر 2024, 3:13 am من طرف shawamreh
» الأرملة المرضعة للشاعر معروف الرصافي
الإثنين 28 أكتوبر 2024, 2:16 am من طرف shawamreh
» Learning Styles Scale (Representational Systems) Shawamreh Model
الأحد 27 أكتوبر 2024, 2:15 am من طرف shawamreh
» Oral Educational Supervision Theory
الأحد 27 أكتوبر 2024, 1:50 am من طرف shawamreh
» الأهداف السلوكية النتاجات التعليمية
الأربعاء 23 أكتوبر 2024, 11:00 pm من طرف shawamreh
» المناقشة والحوار والأسئلة
الأربعاء 23 أكتوبر 2024, 10:52 pm من طرف shawamreh
» علم بثقة كن متميزا
السبت 10 مايو 2014, 3:11 pm من طرف shawamreh
» دمج أدوات توسيع الادراك في المنهاج المدرسي
الأحد 10 نوفمبر 2013, 3:01 am من طرف shawamreh
» مفهوم ومهارات ما وراء المعرفة
الإثنين 19 أغسطس 2013, 2:58 am من طرف shawamreh