التدريب التربوي .. مزيد من الكفاءات

من طرف **shawamreh** السبت 08 أغسطس 2009, 9:54 pm

التدريب التربوي .. مزيد من الكفاءات

عبدالجليل الشوامرة

التدريب هو نشاط مخطط له, يهدف الى إحداث تغيرات في المتدربين, من نواحي المعلومات والمهارات والإتجاهات, ورفع الروح المعـنوية, وزيادة معدلات الأداء والإنتاج, والتبصر بالمشكلات وأسبابها وتحدياتها, وكيفية التخلص منها أو تقليل آثارها. ومن مهام التدريب التربوي إكساب المعلمين أساليب التعلم النشط القائم على معرفة أنماط المتعلمين السمعية والبصرية والحركية, وتوظيف جانبي الدماغ للإرتقاء بعمليتي التعليم والتعلم, وتحسين آداء المعلم وقدرته على التفكير الإبتكاري المبدع, وتفادي الأخطاء في العمل, والبعد عن الرتابة. وإن التوقف عن تطوير الذات يعني الجمود الفكري, والتخلف عن ركب الحضارة الواسعة المتدفقة.

وحينما نتحدث عن أساليب التدريب فهي كثيرة, ولكن أفضلها ما يواكب روح العصر, ويثير اهتمام المعلم, ويجعله يشارك ويجرب ويطبق عمليا بنفسه ما تعلمه من أفكار تربوية, ويستثمر خبراته السابقة ويطورها, ويولد الدافعية والتحدي عنده لحل المشكلات, كي يعود الى مدرسته فيقوم بتعليم فعال, يحقق من خلاله الأهداف التي خطط لها.

المؤسسات التربوية التي تريد أن تتميز وتتربع على عرش القمة, عليها أولا وقبل كل شيء أن توفر الكوادر البشرية الخبيرة المدربة, بعيدا عن النظرة المادية المستعجلة, خصوصا أن البحث عن معلم كفؤ مؤهل أصبح إحدى مشكلات مدارسنا, مما دفع بعض المدارس الخاصة إلى التنافس في استقطاب هؤلاء المعلمين وإرضائهم بشتى المغريات كإعفاء المعلم من التخطيط الدرسي المكتوب .. وهذا أمر غير مقبول في حد ذاته ومرفوض تربويا, بالرغم من إيماني بضرورة تطوير التخطيط اليومي ليواكب عصر الاقتصاد المعرفي والبعد به عن التقليدية والنمطية ( والروتين ). والأجدى من هذه المنافسة هو مزيد من التدريب التربوي لنحصل على مزيد من الكفاءات والإنتاجية.

مهما طورنا المناهج والمقررات الدراسية دون أن نرفع كفاءة المعلم المهنية, فإنه سوف يبقى كل ما نفعله مجزوء الفائدة, لأن المعلم هو أداة التغيير والتطوير والإصلاح. وإن عزوف المعلم عن التدريب وقلة رغبته فيه قد يكون لأسباب منها : عدم فاعلية التدريب, أو عدم جديته, أو إحباط المعلم نفسه, وانخفاض دافعيته, وكثرة ملله وتذمره, وعدم الرغبة في التغيير والتطوير والتجديد. وهذا يتطلب أن تكون برامج التدريب التربوي مشوقة وجذابة, ونابعة من احتياجات المعلم, وتتم بمشاركته, ومتمشية مع التقدم التكنولوجي بوسائله وتقنياته الحديثة, وربط التدريب بالحوافز المادية والمعنوية, واختيار المدربين بعناية, وتأهيلهم بشكل فعال, ثم تقييم البرامج التدريبية, ومتابعة أثر التدريب في الميدان.

يحتاج التدريب التربوي إلى مزيد من الإهتمام , وتبرز هنا أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بجامعاته ومدارسه ومؤسساته .., وقد أثبتت كثير من الدراسات في العالم المتقدم أن كل دولار ينفق على التدريب يكون ناتجه ثلاثين دولارا أو أكثر, وهذا يبين أهمية الإستثمار في التدريب وأهمية الإستثمار في الإنسان, خاصة في بلد قليل الموارد, الإنسان فيه هو الثروة الحقيقية.

وأرى أنه من المفيد أن تشكل الحكومة مجلسا متخصصا للتدريب التربوي لوضع خطة استراتيجية شاملة, (تعتني بكل قضايا التدريب التربوي) والإشراف على تنفيذها مع الجهات ذات العلاقة, لكي يصبح الأردن مركزا إقليميا في هذا المجال, يؤمه الآشقاء من كل حدب وصوب, طلبا للعلم والمهارة والخبرة والمعرفة.

من طرف محمد يوسف الإثنين 10 أغسطس 2009, 4:10 pm

تشير الدراسات إلى أن اسرائيل تخصص للتدريب ما نسبته 7% بينما تخصص الدول العربية مجتمعة ما نسبته1,%